فلفلة

بسم الله الرحمن الرحيم

انا فتاة فلسطينة احببت المنتدى من ابنة خالتي احلى روح
اكتب قصصا احببت ان ادرج شيئاً منها هنا
اتمنى ان تنال اعجابكن



[size=24]فلفلة

تفيق بنشاط لا يصحبه كسل، كلما دغدغت الشّمس شعر جسمها، فوق حاويةِ نفايات خضراءَ اللّون، خشنةَ الحواف، هناك، أمام بيت من الطّوب الأحمر، تقفز فوقها، تستريح بداخلها، وبين عجلاتها تختبئ، تتناول وجباتها داخلها، وعلى جدران الحاوية الخضراء تتمطى وتتثاءب.
تدعو فلفلة كلّ ظهيرة رفيقاتها من القطط، فالعجوز ذات الشّعر الخروبي الذي ينساب من بينه شعرات بيضاء اللّون، كمية بقايا الطّعام لديها كثيرة في الظهيرة، تتركها لفلفلة ورفيقاتها ورفاقها كذلك
فلفلة معدتها صغيرة وفمها كبير، تدعو القطط حتى لا تتفتّق معدتها لكبر فمها
قويت عين القطط وباتت تأتي دون دعوة مسبقة، وليس على فلفلة سوى مبادلتهن مواء مجاملة، يتشاجرن، يتعالى موائهن على بقية سمكة، حتى يغصن في داخل الحاوية الخضراء، الخشنة الحواف، فيجدن غيرها الكثير، فتتعالى ضحكاتهن بمواء غريب يُضحك سامعه من أحشاء قلبه، حتّى أن فئران الحيّ باتت تمر بثقة بجانب الحاوية الخضراء.
توالت الأيام إلى أن أنجبت فلفلة قططا صغيرة، موائها بكبر حجمها، تحملها بفمها، تضعها بين العشب، وتركض كالريح للحاوية الخضراء، تجلب الطعام، وتطعمهن بفمها
توقفت العجوز خديجة عن الكلام عندما سألتها مترجمة السائحة الأوروبية
\"ولم تركت البيت الأحمر، والعشب الأخضر، والقطط اللطيفة، وإطلالة نافذتك على قبة الصخرة\"
أجابت بنزف دموع بأن الكلام التهمته هو أيضا الجرافة الإسرائيلية مع البيت ذو الطوب الأحمر والحاوية الخضراء الخشنة حوافها، مع فلفلة وأطفالها.